الخميس، 15 يوليو 2010

قصة الاذان





بسم الله الرحمن الرحيم 

(( وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ)) (1 )

 
صدق الله العظيم 
 
 
 
كان المسلمون بمكة قليلي العدد , يستخفون كثيراً  بصلاتهم , ولا يكادون يجتمعون . وإذا أجتمعوا ترقبوا دخول وقت الصلاه فى حينه وزمنه , دون اذان أو أقامة , فلما هاجر رسول الله  ( صلى الله عليه وسلم ) إلى المدينة , وبنى المسجد النبوى , واكثر عدد المسلمون , ولم يعودوا يخشون الجهر باعبادتهم , فاستشار رسول الله  (صلى الله عليه وسلم ) أصحابه فى وسيلة يعلم بها الناس بميعاد ال
صلاة ليجتمعوا فيها ليؤدوا صلاتهم .


فأصبح الامر يشغلُ بال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم  ) وأصحابه , فقال بعضهم : نرفع رايتاً حين يدخل وقت الصلاة , ورد هذا الاقتراح بأن الراية لن يراها الا قلة , ثم هى لا ترى فى الظلمه , ولن يراها احداً فى وقت العشاء والفجر , وقال بعضهم : نوقد ناراً عند حلول وقت الصلاة , فارد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) , إن رفع النار لهى من أفعال المجوس , ولا نحب ان نتشبه بهم .


وقال اخرون : نتخذ قرناً مثل قرن اليهود . بوقاً ننفخ فيه فايخرجُ صوتاً ضخماً عالياً منه فايتنبه اليه المصلون بأن  ميعاد الصلاة قد حان. ورد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لا نحب ان نتشبة باليهود .


وقال اخرون : نتخذ ناقوساً مثل ناقوس النصارى , لنعلم به المصلون ان وقت الصلاة  قد حان , فارد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم), لا نريد ان نتشبه بالنصارى . 
 
ثم أنصرف الصحابه إلى بيوتهم , وهم مشغولون بما دار من حديث , عن الوسيلة التى يريدون اعلام  الناس بها  عند كل صلاه فاينتبهوا إلى ذلك , وعندما انصرفوا كان فيهم عبد الله بن زيد , ويحكى لنا بنفسه ماحصل , كما رواه ابوداود . قال (( لما أمر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بالناقوس ليضرب به للناس لجمع الصلاة , طاف بى وأنا نائم رجلاً يحمل ناقوساً فى يده , فقلت : ياعبد الله , أتبيع لى هذا الناقوس ؟ فقال : وما تريد أن تصنع به ؟ فقلت له : ندعو به الناس إلى الصلاة , قال افلا ادلك على ما هو خير من ذلك ؟ فقلت : بلى . قال : تقول الله اكبر الله ... إلى اخر الاذان . ثم تقول إذا اقمت الصلاة : الله أكبر الل أكبر ... إلى اخر الاقامة.
 
ويقول عبد الله بن زيد : فلما أصبحت اتيت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فأخبرتة بما رأيت فى رؤياى , فقال إنها لرؤيتاً حق . فقم مع بلال . _ على باب المسجد _ فألق عليه ما رأيت , فليؤذن به , فإنه أندى وأعذب صوتاً منك , فقمت مع بلال , فجعلت ألقيه , ويؤذن به , قال : فسمع بذلك عمر بن الخطاب ( رضى الله ) وهو فى بيته فخرج يجر رداءه , ويقول : والذى بعثك بالحق يا رسول الله , لقد رأيت مثل ما رأى زيد فى رؤياى . فقال ( صلى الله عليه وسلم ) فلله الحمد .
 
وجاء الوحى إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وأقر هذه الكلمات التى فى الاذان , فكان هذا الاذان من عند الله . واضحى هذا الاذان ليعلم المسلمون فى كل ارجاء الارض بأن صلاتهم قد حانة . 
  
الله اكبر  الله أكبر ، الله أكبر
 
أشهد ألا إله إلا الله , أشهد ألا إله إلا الله 

أشهد أن محمداً رسول الله , أشهد أن محمداً رسول الله

حي على الصلاة، حي على الصلاة

حي على الفلاح، حي على الفلاح

الله أكبر ، الله أكبر

لا إله إلا الله
 
وصدقت رؤيا عبد الله بن زيد , وأقرها الوحى على المسلمين .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق