الاثنين، 22 نوفمبر 2010

الامام احمد بن حنبل ..




أضحى ابن حنبل حجَّةً مبرورةً *** وبِحُبِّ أحمدَ يُعـرَفُ المـتنسِّكُ

وإذا رأيت لأحمـد متنقِّصـاً *** فاعلم بـأنَّ سُتـورَهُ ستُهَتَّـكُ

هكذا قال فيه استاذة الامام الشافعي .





مولده و نسبه:

ولد الإمام أحمد عام 164 هجرية في بغداد , يلتقي نسبه مع الرسول عليه الصلاة و السلام , عند الجد نزار بن معد .فهو أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد ..إلى مازن بن ذهل بن شيبان .



 
 
رحلة في طلب العلم : 

ممن التقى بهم في الري الإمام عليّ بن مجاهد حيث رحل أحمد إليه عام 182 هـ، وهي أول سنة رحل فيها في طلب العلم ، وسمع من الإمام جرير بن عبد الحميد في الري أيضا , رحمهم الله جميعا .

ورحل إلى البصرة عام 186هـ في طلب الحديث ، وخرج إلى الكوفة في طلب الحديث فأصابته حمى فعاد إلى بغداد.!
لا لم يقرر الكف بسبب المرض , و قد تعلم من علمين فحق له أن يجلس ليفتى و يدرس فى المسجد و لا داعى لمزيد من السفر و الأمراض ... لا , بل نحتسب و نكمل المسيرة طهور يا أحمد طهور إن شاء الله ...

و قال أحمد بن حنبل :
دخلت عبدان سنة 186 هـ.

و دخلت البصرة خمس دخلات ! و ذلك ليسمع من محدثيها ، فلم تكن سفرة سياحة المعصية و لا تجارة دنيوية ...

و حضر فيضان دجلة الكبير عام 186 هـ في أيام الرشيد الذي اضطر الرشيد بسببه إلى النزول بأهله إلى السفن. ومنع والي بغداد ( السندى بن شاهك ) الناس من العبور إشفاقاً عليهم ( والى يخاف على الرعية ....! ) ، فأقام أحمد بن حنبل - تلك الفترة فقط - لا يستطيع الرحلة من أجل العلم ! لم يمنعه إلا الفيضان .... تلك هى الأعذار المقبولة يا أحباب .

لقى أحمد الشافعي في أول رحلة , و فى أطهر بقعة , فى الحرم بمكة المكرمة ، و علم أحمد قدر الرجل , و تلقى عنه الفقه و هو معرفة الأحكام المفصلة لكل جزئية , و أصول الفقه و هى قواعد فهم الدليل و استنباط الحكم الشرعى , و كان أحمد ابن حنبل وفيا للشافعى رحمه الله , حتى روى عنه أنه مكث أربعين سنة ما بات ليلة إلا ويدعو فيها للشافعي.

 

مابين الاستاذ والتلميذ :

و كان يقول إنَّ الله يبعث على رأس كل أمَّة من يجدد لهذه الأمة أمر دينها...لقد أرسل الله تعالى عمر بن عبد العزيز على رأس المئة الثانية , وآمل أن يكون الشافعي على رأس المائة الثالثة.!و رشحه الشافعي عند الرشيد لقضاء اليمن فأبى أحمد و قال له :جئتُ إليك لأقتبس منك العلم
وكان ذلك في آخر أيام الرشيد.

ورشح الشافعيُّ الإمام ثانية لقضاء اليمن عند الخليفة الأمين العباسي فأبى أحمد ، وكان ذلك عام 195 هـ. فهو لا يريد منصبا و لا شيئا يشغله عن مهمة حفظ العلم و بثه ... و ليس لا هثا ليكون مستشارا له راتب ..

و قال فيه الإمام الشافعي : " خرجت من بغداد فما خلّفت بها رجلاً أفضل ولا أعلم ولا أفقَهَ من ابن حنبل".و عرف الشافعي رحمه الله فضل أحمد فى الحديث , فكان يكثر من زيارته ، فيزداد كل منهما من علم أخيه الرائع
ولما سئل عن ذلك قال الشافعى , و هو شاعر فذ و لغوى أصيل :

قالوا يزورك أحمد و تــــزوره*** قلتُ الفضائل لا تبارح منزلـه
إن زارني فبفضله أو زرته فلفضـله *** فالفضل فـي الحالـيـن لــه


و ورد فى كتاب طبقات الحنابلة رحمهم الله :
قال الشافعي لإمامنا أحمد يوماً : أنتم أعلم بالحديث والرجال , فإذا كان الحديث الصحيح فأعلموني , إن شاء يكون كوفياً أو شاء شامياً حتى أذهب إليه إذا كان صحيحاً. وهذا من دين الشافعي حيث سلم هذا العلم لأهله .

و قال عبد الوهاب الوراق :ما رأيت مثل أحمد بن حنبل ,


وللحديث بقية .....

الأربعاء، 29 سبتمبر 2010

موسم الخطوبة في إملشيل المغربية





فى كل عام من تاريخ 23 سبتمبر يقام حفلاً للخطوبة والزواج الجماعى فى منطقة إملشيل المغربية ,يستمر لمدة ثلاثة أيام , ويعد هذا الطقس المغاربى من العادات الأجتماعية فى المغرب , ويتكون عمر هذا التقليد من خمسة وأربعون عاماً وأكثر , دأبت خلالها قبائل هذه المنطقة على إقامتها ومازالت تحييها فى كل عام من هذا التاريخ , فى جواً من الحب , وحالة من الشاعرية المنفردة النظير ,من اجل احياء العادات والتقاليد المغربية .


ويعود أصل طقس هذا الاحتفال الشعبي بخطوبة وزفاف الشباب والشابات من قبائل جبل الأطلس الكبير إلى قصة حب تتضارب الآراء حول حقيقة حدوثها، حيث عرفت تلك المنطقة قصة حب أسطورية جمعت بين شاب يُدعى موحا وفتاة جميلة تسمى حادة من قبيلتين متجاورتين لكن بينهما عداوة كبيرة بسبب مشاكل الرعي والسقي.

وتضيف الحكاية القديمة أن الشابين معاً لجآ إلى الجبل لندب حظيهما التعيس بسبب رفض القبيلتين زواجهما، وبكيا بغزارة إلى أن تكونت بحيرتان صغيرتان توجدان حالياً باسم "إيسلي" و"تيسليت"، أي العريس والعروسة، ويحج إليهما آلاف الزوار أثناء موسم الخطوبة بإملشيل.

وتعويضاً عن ندمها على رفض زواج الشابين عزمت القبيلتان على التصالح وتزويج شباب المنطقة في ما بينهم فقط وعقد موسم خاص بالاحتفالات كل سنة.

ويفد مئات الشباب المرشحين للزواج إلى موسم إملشيل لاستكمال إجراءات الزفاف تزينهم أزياء تقليدية من قبيل لباس الحندير الصوفي الذي تلتف فيه الفتيات بشكل محتشم، فلا يظهر منهن سوى وجوههن، لكنهن يغطينها حين يتقدم إليهن الأزواج لتحيتهن وتقبيل أياديهن تعبيراً عن مشاعر الحب والتقدير.

ويتم إشهار الزواج بين شباب المنطقة من خلال توزيع التمور بين الحضور باعتبارها فاكهة تشتهر بها منطقة الجنوب بالبلاد، ولكونها فألاً حسناً يؤشر على حلاوة الحياة الزوجية.

الجمعة، 30 يوليو 2010

مَابَيْن الْجَسَد وَالْرُّوْح .. طَلَاقَا اقْسِم فِيْه الْعَقْل بِعَدَم الْرُّجُوْع




مَازِلْت انَا كَمَا انَا احْيَا فِى عَالِمْا مِن الْشَّر عَالِمْا مِن الِاغْتِيَال يَبْحَث فِيَة كُل انْسَان عَن نَّفْسِه مَع الْعِلْم بِأَنَّه يَعْرِف نَفْسَه وَأَيْن يَلْقَهَا وَلَكِنَّه يُفَضِّل ان يَكُوْن هَكَذَا بِلَا رُوْح بِلَا جِسَد تُحَرِّكُه فَقَط بَعْضَا مِن الِانْفَاس مَقْتُوْل الْارَادَة مُنْغَلِق فِى كُل شَئ حَتَّى لَا يُرِيْد ان يُدَلَّى بِشَهَادَة لِكَى تَرْجِع رُوْحُه فِيْهَا الَى جَسَدِه .


مَازَالَت الْرُّوْح غَاضِبَة مِن الْجَسَد وسَاتْظل مُغَادَرَة الَى ان يَأْتِى مِّيْعَاد يُقَيِّم فِيْه الْجَسَد الْمَخْلُوْع دَاخِل نَفْسِه قَرَارَا يَحْكُم فِيْه عَلَى نَفْسِه بِالْرُّجُوْع الَى جَسَدِه الَّذِى مَازَال غَرِيْبَا عَنْه .
 
 
وَفِى هَذِه الْلَّحْظَة سَايظِل الْجَسَد وَالْرُّوْح خَائِفَان الْرُّجُوْع الَى بَعْضُهُم الْبَعْض, لَانْهِمَا اصُبْحا يَتَعَذِّبَان فِى فِرَاق كْلايْهُما عَن بَعْض , فَالنَّفْس تُمَثِّل الْقَلْب امّا الْجَسَد فَايُمِثّل الْعَقْل , وَهُمَا غَيْر بَاغِيَان الْرُّجُوْع الَى بَعْضُهُمَا لِّمَا تَم مِن طَلَاقَا فِى اكْثَر مِن مَرَّة فَايظِل الْقَلْب يُقْسِم لِلْعَقْل بِأَنَّه لَن تَتَوَلَّد خِلافَتا ثَانِيْتا بَيْنَهُمَا الَا ان الْعَقْل يُفَكِّر مِرَارَا وَتَكْرَار , امّا الْنَّفْس فَاتَحَسِب حِسَابِهَا عَلَى اسَاس الِرَحْمَتَّى وَالعاطِفَتَّى وَالْرُّجُوْع الَى دِيَارِهَا الْجَسَد وَلَكِن هَيْهَات لِلْعَقْل ان يَفْعَل ذَلِك.
 
 
فَالْعَقْل يُدْرِك انَّه اذَا صَحَا مِن غَفْلَة الَّتِى اقّرَّهَا عَلَى نَفْسِه فِى هَذَا الْعَالَم وَفِى هَذَا الْعَصْر فَايَنْظُر وَيَتَلَفَّت الَى كُل مِن حَوْلَه فَايُقْسْم انَّه لَن يَعُوْد الَى نَفْسِه لِانَّه يُرِيْد ان تَكُوْن قَرَارَاة غَيْر مَرَاجَعَتا بِالْام نَفْسِه لِأَنَّه دَائِمَا يُعْرَف ان نَفْسِه لَن تُطَاوِعُه اذَا حَدَث شَيّئَا قَد اتَّخَذ فِيْه قَرَارُه , وَلَانَّه لَا يُرِيْد ان يَتَأَلَّم عِنْد اتِّخَاذ ايَتَّى قَرَار فِى حَيَاة لِانَّه اصْبَح جَسَدَا بِلَا رُوْح فَأَنَّه سَعِيْدا جَدَّا لِانَّه لَن يَتَأَلَّم وَلَن يُشَغِّل طَالَمَا قَلْبِه مَفَارِق جَسَدِه فَالَن يَشْعُر بِالْالَم اذَا اتُّخِذ قَرَارَا اطُّال فِى مِقْدَار جَسَدِه فِى الْحَيَاة .
 
 
وَلَكِن مَازَال الْطَّلَاق مُسْتَمِرَّا لِانَّه اصْبَح عَنِيْدَا لَا يُرَى الَا اذَا رَأَى الْعَالَم ان الْخَيْر دَلِيْل الْنَفَس الْبَشَرِيَّة لَا دَلِيْل الْعَقْل الَّذِى تَحْيَا فِيْه الْنَّفْس بِمُحَاسَبَة الْجَسَد , وَأَقْسَم عَلَى نَفْسِه بِعَدَم الْرُّجُوْع حَتَّى يَرَى الْخَيْر فِى ارْوَاح وَاجْسَاد الْنَّاس مُتُصالِحَه .

تعرف مين هي أم جامعة القاهرة ؟؟






تميزت فاطمة بنت إسماعيل بين إخوتها بحب العمل الاجتماعي وشدة الارتباط بمصر وشعبها. ولعلَّ أبرز آثارها في هذا المجال جامعة القاهرة التي ساندت فكرتها منذ لحظة ميلادها عام 1906. وعندما علمت الأميرة من طبيبها الخاص محمد علوي باشا بما يواجه الجامعة من مشاكل مالية تهدد المشروع بالفناء،
سارعت بالتدخل حتى تضمن لها البقاء، حيث كانت الجامعة في ذلك الوقت لا تملك مقراً ثابتاً يتلقى فيه طلابها علومهم،
حتى أنها كانت تنفق 400 جنيه سنوياً ـ وهو مبلغ ضخم بتقدير تلك الفترة الزمنية ـ على إيجار مبنى الخواجة «جناكليس»، وهو ذات المبنى الذي تحتله حالياً الجامعة الأميركية بميدان التحرير وسط القاهرة.
ولتعلن الاميرة فاطمة تنازلها للجامعة عن مساحة ستة أفدنة ليبنى عليها حرمها،
إلى جانب وقفها ريع 3357 فداناً و14 قيراطاً و14 سهماً من أجود الأراضي الزراعية في مديرية الدقهلية بمنطقة الدلتا. وبلغ وقف أرض الأميرة في تلك الفترة 4000 جنيه سنويا كانت تدخل كلها في إطار ميزانية الجامعة،
وهو ما ضمن لها دخلاً مستقراً وثابتاً ضمن لها الاستمرار. وعلى الرغم من كل تلك الأموال إلا أنها لم تكف لإتمام بناء باقي مشروع الجامعة التي كانت تتكلف في ذلك الوقت 26 ألف جنيه، فعادت الأميرة فاطمة من جديد لتتبرع للجامعة ولكن في تلك المرة كان التبرع ببعض قطع جواهرها الثمينة التي تولَّى بيعَهَا خارج القطر المصري لضمان الحصول على أعلى سعر لها طبيبُهَا الخاص وعضو مجلس إدارة الجامعة،
الدكتور محمد علوي باشا. وكما تقول وثائق الجامعة تضمنت قطع المجوهرات عقدا من الزمرد، يشتمل على قطع، حول كل قطعة أحجار من الماس البرلنت، كان في الأصل هدية من السلطان عبد العزيز لإسماعيل باشا. وأربع قطع موروثة من سعيد باشا كانت عبارة عن سوار من الماس البرلنت،
تشتمل على جزء دائرى بوسطه حجر يزن 20 قيراطا حوله 10 قطع كبيرة مستديرة الشكل، الى جانب السلسلة التي تلتف حول المعصم،
وكان مركباً عليها 18 قطعة كبيرة و56 قطعة أصغر منها حجما، وريشة من الماس البرلنت على شكل قلب يخترقه سهم، مركب عليها حجارة مختلفة الحجم. وعقد يشتمل على سلسلة ذهبية، تتدلى منها ثلاثة أحجار من الماس البرلنت، يزن أكبرها 20 قيراطا، بينما يقدر وزن كل حجر من الحجرين الصغيرين بنحو 12 قيراطا. أما آخر قطعة مجوهرات فكانت عبارة عن خاتم مركب عليه فص هرمى من الماس يميل لونه إلى الزرقة.
وبيعت تلك القطع بمبلغ 70 ألف جنيه مصري، ولتحتفل الجامعة في احتفال مهيب في الرابعة والنصف من عصر يوم الاثنين الموافق 3 جمادى الأول 1322هـ، الموافق 31 مارس(آذار) 1914، بوضع حجر الأساس لها على ذات الأرض التى وهبتها لها دولة الأميرة فاطمة. وقد كتب على الحجر الذي تم إيداعه باطن الأرض عبارة «الجامعة المصرية، الأميرة فاطمة بنت إسماعيل، سنة 1332 هـ». ونثر حول الحجر طبقاً لوثائق الجامعة عدد من مختلف العملات المصرية المتداولة في ذلك الوقت، بالإضافة إلى مجموعة من الصحف المصرية الصادرة يوم الاحتفال، ونسخة من محضر وضع حجر الأساس وعليه توقيع الخديوي عباس حلمي الثاني، وصاحبة الدولة والعصمة المحسنة الكبيرة الأميرة فاطمة. وتلاهما في التوقيع دولة الأمير أحمد فؤاد باشا رئيس شرف الجامعة، ثم رئيس وأعضاء مجلس إدارتها. وعلى الرغم من موقفها من الجامعة وبنائها، إلا أن الأميرة فاطمة لم تحضر حفل وضع حجر الأساس الذي تحملت تكلفته،
حتى أن إدارة الجامعة نشرت إعلاناً فى الصحف المصرية حمل عنوان «نفقات الاحتفال بوضع حجر الأساس لدار الجامعة»، قالت فيه «أبت مكارم ربة الإحسان،
صاحبة العصمة، ودولة الأميرة الجليلة فاطمة هانم أفندم، كريمة المغفور له إسماعيل باشا الخديوي الأسبق، إلا أن تضيف آية جديدة من آيات فضلها، فأمرت بأن تكون جميع نفقات الحفلة التي ستقام لوضع حجر الأساس لدار الجامعة، على حسابها. ونظرا لتنازل الجناب العالي بوعده بتشريف هذه الحفلة فقد أوصت دولتها بمزيد العناية بترتيب الزينة، مما يليق بمقام الأمير عزيز مصر. ومجلس إدارة الجامعة، لا يسعه تلقاء هذه المآثر العديدة إلا تقديم عبارات الشكر الجزيل، بلسان الأمة، على النعم الكثيرة التى أغدقتها صاحبة هذه الأيدي البيض في سبيل العلم، ويسأل الله أن يطيل حياتها، ويتولى مكافآتها عليها بالإحسان».
لم تنته تفاصيل القصة عند هذا الحد، حيث شهد حفلَ وضعِ حجرِ الأساس غناء زكي أفندي عكاشة أمام الخديوي والضيوف،
قصيدة قام بتأليفها أمير الشعر العربي أحمد شوقي بك، تغزلت هي الأخري بصنائع دولة الأميرة فاطمة بنت الخديوي إسماعيل جاء فيها: «ولا يزال بيت إسماعيل مرتفعا، فرع أشم وأصل ثابت راس، وبارك الله فى أساس جامعة، لولا الأميرة لم تصبح بأساس، يا عمة التاج ما بالنيل من كرم، إن قيس بحركم الطامي بمقياس».

ولتصبح الجامعة مشروعاً فكرياً لا في مصر وحدها ولكن في المنطقة العربية التي باتت الجامعة بالنسبة لها مقصداً للتعلم لكافة أبنائها.
وحتى بعد إعلان الملك فؤاد عام 1925 عزم الحكومة المصرية تطوير الجامعة الأهلية التي ألحق بها كليات الطب والعلوم والهندسة والتجارة والصيدلة،
وتحويلها لجامعة شاملة حملت اسم جامعة فؤاد الاول بدلاً من الجامعة الاهلية، ظلت الوثائق شاكرة لتلك الاميرة التي لولا إيمانها بقيمة العلم ما كانت جامعة القاهرة التي تخرج فيها زعماء وساسة واطباء وعلماء 

شهادة الأديب الألماني جوته




(( بحثت في التاريخ هم مثل أعلى لهذا الإنسان فهوجدته في النبي محمد ))

السبت، 17 يوليو 2010

أبو العباس عبد الله المأمون







الناس ثلاثة: فمنهم مثل الغذاء لابد منه على كل حال، ومنهم كالدواء يحتاج اليه في حال المرض، ومنهم كالداء مكروه على كل حال.

المفكر الإنجليزي مارتن لينجز







وُلِد مارتن لينجز مارتن لينجز في لانكشاير بإنجلترا في يناير عام 1909م، وأمضى طفولته الباكرة في أمريكا حيث كان يعمل والده، وكان يدين بالمسيحية شأن أسرته التي لا تعرف عن الدين شيئًا إلا أنها مسيحية بالوراثة. وهكذا نشأ هو خالي النفس من أية عقيدة يؤمن بها حق الإيمان.

ولدى عودته إلى وطنه التحق بكلية كلينتون حيث ظهرت عليه مواهب قيادية واضحة رفعته إلى موقع رئيس الطلبة، ثم انتقل منها إلى أكسفورد لدراسة اللغة والأدب الإنجليزي، وبدأت سمات نضجه الفكري تتضح بعد حصوله على شهادة الـ "A-B" في الآداب الإنجليزية؛ فقد أخذ ينقب في كتب التراث عن الديانات المنتشرة في العالم ليقرأ عنها جميعًا؛ فاستوقفه دين الإسلام كشريعة لها منهاج يتفق مع المنطق والعقل، وآداب تستسيغها النفس والوجدان.
 
سافر بعد ذلك إلى ليتوانيا لتدريس الإنجليزية الأنجلوساكسونية وإنجليزية العصر الوسيط، واهتم في الوقت ذاته بالتراث القديم للبلاد من خلال الأغاني الشعبية والشعر.

وفي عام 1940م سافر إلى مصر لزيارة صديق قديم له في جامعة القاهرة (فؤاد الأول آنذاك)، ولدراسة الإسلام واللغة العربية، ولكن تُوُفِّي صديقُه في حادث فروسية، وعُرِضَ عليه أن يتولَّى المنصب الذي كان يشغله بالجامعة.

في مصر اعتنق لينجز الإسلام بعد لقائه بالعديد من الصوفيين التابعين للطريقة الشاذلية في مصر، وسرعان ما تجلى فيه أثر التدين والتصوف، وغيَّر اسمه إلى أبي بكر سراج الدين، وصار صديقًا مقربًا للكاتب الفرنسي المسلم الصوفي عبد الواحد يحيى (رينيه جينو)؛ إذ اقتنع تمامًا بصحة نقده القاسي للحضارة الغربية.

وقد كان لرينيه جينو تأثير حاسم على فكر لينجز. ويقول عن ذلك:
"إن ما أثر عليَّ وجعلني أهتم بالإسلام، هو كتب مؤلِّف كبير كان مثلي اعتنق الإسلام وأصبح من قمم المتصوفة، إنه الشيخ (عبد الواحد يحيى)، لقد تأثرت بكتبه التي صنفها عن الإسلام، حتى إنني لم أقرأ كتبًا من قبل في مثل عظمة كُتُبِه؛ مما دفعني لأن أسعى لمقابلة مَن كان سببًا في إسلامي، فجئت إلى مصر حيث كان يعيش فيها وقتئذ".

ثم يضيف فيقول: "لقد استفدت منه كثيرًا، فقد كان بحق عالمًا عاملاً بعلمه، وأكثر ما تعلمته منه الزهد في الدنيا، وهو ما تسمونه أنتم (التصوف)".
كما يقول: "مفهومي للتصوف أنه ليس انعزالاً عن الدنيا، ولكنه أخذٌ بأسباب الحياة في الظاهر، والإعراض عنها بالقلب؛ إن الرسول محمد (صلَّى الله عليه وسلم) لخص معنى التصوف كله في حديثه الشريف: (كُن في الدُّنيا كأنَّك غَريبٌ أو عابرُ سبيلٍ)، أو ما قاله في حديث شريف آخر: (... إنَّما أنا والدنيا كَراكب استظل تحت شجرة ثمَّ راح وتركها). هذا هو مفهوم التصوف الذي تعلمته من الشيخ عبد الواحد يحيى".
ويُذكَر أنه قد أشهر إسلامه على يد شيخ جزائري اسمه الشيخ "أحمد العلوي"، التقى به في سويسرا التي كان يعمل بها مدرسًا، بعدها قام بتغيير اسمه من "مارتن لينجز" إلى اسم "أبي بكر سراج الدين".

لقد استشعر لينجز أنه قد وجد نفسه مع هذا الدين الذي يتفق مع فطرة الإنسان، حيث يعبر عن ذلك بقوله: "لقد وجَدتُ في الإسلام ذاتي التي افتقدتها طوال حياتي، وأحسست وقتها أني إنسان لأول مرة، فهو دين يرجع بالإنسان إلى طبيعته حيث يتفق مع فطرة الإنسان".
ثم أردف قائلاً - وقد أنارت الابتسامة وجهه -: "شاء الله لي أن أكون مسلمًا، وعندما يشاء الله فلا رَادَّ لقضائه، وهذا هو سبب إسلامي أولاً وقبل كل شيء".
هذا هو المفكر البريطاني المسلم الدكتور "أبو بكر سراج الدين" الذي كان يدين بغير الإسلام، ثم هداه الله للحنيفية السمحة؛ فاعتنق الإسلام عن اقتناع تام، ثم علا بإيمانه فزهد في الدنيا، وأصبح متصوفًا في مجتمعاتٍ تموج بالفتن وإغراء الملذات، وتفرَّغ للدعوة إلى الله في بلاده، يحدوه الإيمان العميق بأن المستقبل للإسلام الذي هو الدين الحق المرسل لكل بقاع الأرض
استقر لينجز في مصر طوال فترة الأربعينيات، حيث درَّس لطلبة كلية الآداب فكر وأدب شكسبير.
 
وقد تزوج لينجز عام 1944م من ليزلي سمولي التي اتفقت مع أفكاره طوال الستين عامًا التي تلت ذلك التاريخ، وكان منزلهما الريفي في قرية صغيرة بجوار الهرم خلال حياته في القاهرة ملاذًا آمنًا لكثير من المصريين والأجانب الذين كانوا يستشعرون ثقل الحياة الحديثة.
 
وَدَّ مارتن لينجز لو أمضى حياته في مصر لولا تدخل الأحداث السياسة، فقد أعقبت ثورة 1952م مظاهرات معادية للبريطانيين؛ نتيجة استمرار الاحتلال الإنجليزي لمصر، وتدخل بريطانيا في شئون مصر الداخلية، وإفسادها لجميع مظاهر الحياة، وكثرة الضحايا الذين سقطوا برصاص الاحتلال دون شفقة أو رحمة، وقد قُتِل في هذه المظاهرات ثلاثة من زملاء لينجز في الجامعة، وجرى تسريح الأساتذة الإنجليز من الجامعة دون تعويض.
 
وكانت العودة إلى لندن عام 1952م، وهناك استكمل لينجز دراسته للعربية في المدرسة الخاصة بالدراسات الشرقية والأفريقية بلندن، وفي عام 1962م حصل على الدكتوراه وكان موضوعها "الشيخ أحمد العلوي"، ونشرها في كتابٍ بعنوان "ولي صوفي من القرن العشرين"، كان من أعمق كتبه أثرًا بوصفه منظورًا فريدًا للروحانية الإسلامية من داخلها، وتمَّ نشرها بعد ذلك في كتب مترجمة إلى الفرنسية والأسبانية وغيرها، ومنذ ذلك الوقت اعتُبِرَ لينجز أحدَ المؤرخين الأساسيين للصوفية.
 
عمل لينجز عام 1955م بالمتحف البريطاني، حيث عُيِّن مسئولَ خزانةِ المخطوطات الشرقية في المتحف الإنجليزي، وأصبح مسئولاً أيضًا عن المخطوطات الشريفة للقرآن، وهو الأمر الذي أدَّى إلى لَفْت انتباهه إلى الخط القرآني، وتبلْوُر كتابه "الفن القرآني في الخط والتذهيب"، وقد توافق صدوره مع قيام مؤسسة مهرجان العالم الإسلامي عام 1976م، وكان له صلة وثيقة بها.
كما قام أيضًا بإخراج كتالوجين عن هذه المخطوطات العربية، تم وضعهما في المتحف البريطاني عام 1959م، والمكتبة البريطانية عام 1976م.

 الموقع 
قصة الاسلام