الجمعة، 30 يوليو 2010

مَابَيْن الْجَسَد وَالْرُّوْح .. طَلَاقَا اقْسِم فِيْه الْعَقْل بِعَدَم الْرُّجُوْع




مَازِلْت انَا كَمَا انَا احْيَا فِى عَالِمْا مِن الْشَّر عَالِمْا مِن الِاغْتِيَال يَبْحَث فِيَة كُل انْسَان عَن نَّفْسِه مَع الْعِلْم بِأَنَّه يَعْرِف نَفْسَه وَأَيْن يَلْقَهَا وَلَكِنَّه يُفَضِّل ان يَكُوْن هَكَذَا بِلَا رُوْح بِلَا جِسَد تُحَرِّكُه فَقَط بَعْضَا مِن الِانْفَاس مَقْتُوْل الْارَادَة مُنْغَلِق فِى كُل شَئ حَتَّى لَا يُرِيْد ان يُدَلَّى بِشَهَادَة لِكَى تَرْجِع رُوْحُه فِيْهَا الَى جَسَدِه .


مَازَالَت الْرُّوْح غَاضِبَة مِن الْجَسَد وسَاتْظل مُغَادَرَة الَى ان يَأْتِى مِّيْعَاد يُقَيِّم فِيْه الْجَسَد الْمَخْلُوْع دَاخِل نَفْسِه قَرَارَا يَحْكُم فِيْه عَلَى نَفْسِه بِالْرُّجُوْع الَى جَسَدِه الَّذِى مَازَال غَرِيْبَا عَنْه .
 
 
وَفِى هَذِه الْلَّحْظَة سَايظِل الْجَسَد وَالْرُّوْح خَائِفَان الْرُّجُوْع الَى بَعْضُهُم الْبَعْض, لَانْهِمَا اصُبْحا يَتَعَذِّبَان فِى فِرَاق كْلايْهُما عَن بَعْض , فَالنَّفْس تُمَثِّل الْقَلْب امّا الْجَسَد فَايُمِثّل الْعَقْل , وَهُمَا غَيْر بَاغِيَان الْرُّجُوْع الَى بَعْضُهُمَا لِّمَا تَم مِن طَلَاقَا فِى اكْثَر مِن مَرَّة فَايظِل الْقَلْب يُقْسِم لِلْعَقْل بِأَنَّه لَن تَتَوَلَّد خِلافَتا ثَانِيْتا بَيْنَهُمَا الَا ان الْعَقْل يُفَكِّر مِرَارَا وَتَكْرَار , امّا الْنَّفْس فَاتَحَسِب حِسَابِهَا عَلَى اسَاس الِرَحْمَتَّى وَالعاطِفَتَّى وَالْرُّجُوْع الَى دِيَارِهَا الْجَسَد وَلَكِن هَيْهَات لِلْعَقْل ان يَفْعَل ذَلِك.
 
 
فَالْعَقْل يُدْرِك انَّه اذَا صَحَا مِن غَفْلَة الَّتِى اقّرَّهَا عَلَى نَفْسِه فِى هَذَا الْعَالَم وَفِى هَذَا الْعَصْر فَايَنْظُر وَيَتَلَفَّت الَى كُل مِن حَوْلَه فَايُقْسْم انَّه لَن يَعُوْد الَى نَفْسِه لِانَّه يُرِيْد ان تَكُوْن قَرَارَاة غَيْر مَرَاجَعَتا بِالْام نَفْسِه لِأَنَّه دَائِمَا يُعْرَف ان نَفْسِه لَن تُطَاوِعُه اذَا حَدَث شَيّئَا قَد اتَّخَذ فِيْه قَرَارُه , وَلَانَّه لَا يُرِيْد ان يَتَأَلَّم عِنْد اتِّخَاذ ايَتَّى قَرَار فِى حَيَاة لِانَّه اصْبَح جَسَدَا بِلَا رُوْح فَأَنَّه سَعِيْدا جَدَّا لِانَّه لَن يَتَأَلَّم وَلَن يُشَغِّل طَالَمَا قَلْبِه مَفَارِق جَسَدِه فَالَن يَشْعُر بِالْالَم اذَا اتُّخِذ قَرَارَا اطُّال فِى مِقْدَار جَسَدِه فِى الْحَيَاة .
 
 
وَلَكِن مَازَال الْطَّلَاق مُسْتَمِرَّا لِانَّه اصْبَح عَنِيْدَا لَا يُرَى الَا اذَا رَأَى الْعَالَم ان الْخَيْر دَلِيْل الْنَفَس الْبَشَرِيَّة لَا دَلِيْل الْعَقْل الَّذِى تَحْيَا فِيْه الْنَّفْس بِمُحَاسَبَة الْجَسَد , وَأَقْسَم عَلَى نَفْسِه بِعَدَم الْرُّجُوْع حَتَّى يَرَى الْخَيْر فِى ارْوَاح وَاجْسَاد الْنَّاس مُتُصالِحَه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق