الجمعة، 16 يوليو 2010

ناجى العلى ...... الرسام الثائر





تميزة رسومات ناجى العلى بالنقد اللاذع , ويعتبر من اهم الفنانين الفلسطنين . وقد رسم ناجى العلى حوالى 40 الف رسمه وأكثر , وتميزت رسوماتة بالطفل المسمى حنظله , وعتبر هذا الطفل بطل رسوماتة , وعدة شخصيات اخرى قد رسمها ,معبراً بذلك عن غضبه . وأغتيل ناجى العلى فى عام 1987 على يد مجهول فى لندن , وبذلك يكون قد انطوت صفحة من حياة رسام ظل يهتف بريشتة وأللوانه معبراً عن غضبه فى لوحاتة , من أجل ما يحدث تجاه بلاده .

لا يعرف بالظبط تاريخ ميلادة ولكن يرجح أنه ولد فى عام 1937 , فى قرية الشجرة الواقعة بين طبريا والناصرة , وهاجر مع أهله عام 1948 إلى جنوب لبنان وعاش فى مخيم عين الحلوة وهناك اعتقل من قبل القوات الاسرائيلية بعد الاجتياح الاسرائيلى للبنان وكان  فى سن العاشرة وقتها , وقضى اغلب وقته داخل الزنزانة يرسم على جدرانها , ثم إعتقل اكثر من مره بعد ذلك فى ثكنات الجيش اللبنانى , وكان ايضاً يرسم على جدران السجن . ثم سافر بعد ذلك إلى طرابلس ونال شهادة ميكانيكا السيارات .تزوج ناجلى العلى من وداد صالح نصر من بلدة صفوريه فى فلسطين وأنجب منها أربع ابناء هم خالد وأسامة وليال وجودى .


كان الصحفى غسان كنفانى قد شاهد لناجى العلى ثلاث اعمال فى زيارة له لمخيم عين الحلوه ,  فأعجب بالوحاته فانشر له أولى لوحاته وكانت عبارة عن خيمة تعلو قمتها يد تلوح , ونشرت فى مجلة الحرية عام 1961 .

فى سنة 1963 سافر إلى الكويت ليعمل محررا ورساما ومخرجا صحفيا فعمل فى الطليعة الكويتية , والسياسة الكويتية , والسفير اللبنانية , والقبس الكويتية , والقبس الدولية .

حنظلة هى شخصية قد ابتدعها ناجلى العلى من وحى خيالة وهو فى سن العاشرة من عمرة , وظهرة هذة الشخصية لأول مرة عام 1969 فى جريدة السياسة الكويتية , وتطورت هذة الشخصية على مدار سنوات وخصوصاً بعد عام 1973 وكان التطور ان ادار حنظلة ظهرة وعقد يداه خلف ظهره , وأصبح حنظلة بمثابة توقيع ناجى العلى على رسوماتة .وقد لقى هذا الرسم بالترحيب الكبير من قبل المعجبين من كافة ارجاء الوطن العربى.

وليست هذة الشخصية الوحيدة التى ابتكارها ناجى العلى للتعبير عن خياله فى رسوماتة بل انتج الكثير من الشخصيات , مثل المرأة الفلسطينية التى أسماها  فاطمة فى العديد من رسوماتة , والتى كانت رؤياها شديدة الوضوح فيما يتعلق بالقضية وبطريقة حلها , بعكس شخصية زوجها الذى ينكسر أحياناً فى العديد من الكاريكاتيرات يكون رد فاطمة قاطعا وغاضبا , كامثل الكاريكاتير الذى يقول فيه زوجها باكيا سامحنى يارب , بدى أبيع حالى لأى نظام عشان أطعمى ولادى فترد فاطمة الله يسامحك على هالعمله .

وتأتى الشخصية الساخرة والناقدة للوضع العربى , وتظهر هذة الشخصية على هيئة رجلاً سمين ذى مؤخرة عارية والذى لا اقدام له سوى مؤخرته مشبهاً به القيادات الفلسطينية والعربية المرفهة والخونة والإنتهازيين .

وشخصية الجندى الاسرائيلى فى هيئة رجل طويل الانف , الذى فى اغلب الحالات يكون مرتبكاً وخائفاً امام حجارة الاطفال التى يلقونها عليه , ويكون خبيثاً وشريراً أمام القيادات الانتهازية والدكتاتورية .

واخيراً يطلق شاباً مجهولاً النار على ناجى العلى فى لندن 22 يوليو 1987 فايصيبه تحت عينيه اليمنى , ويمكت ناجى العلى فى غيبوبة حتى وفاته فى 29 أغسطس 1987 , ويدفن فى لندن رغم طلبه أن يدفن فى مخيم عين الحلوة بجانب والده .

يدفن جسمان ناجى العلى ولكن لا تدفن معه افكارة ولوحاته التى ظلت شاهدة على غضبه , ويظل حنظله وفاطمة هما المعبران عن قوة صمودة امام الطغيان وأمام القسوة والجبروة الاسرائيلى , ويظل حنظلة فى لوحاته رمزاً على توقيعه وفنه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق