الثلاثاء، 12 يناير 2010

الكرملين





الكرملين



يقع كرملين موسكو على تل "بوروفيتسكي"، وذلك على الضفة اليسرى لنهر موسكوفا، حيث يصب فيه نهر نيغلينايا. ويبلغ ارتفاع التل نحو 25 مترا. وكانت الارض التي يقع عليها الكرملين حاليا في الماضي البعيد عبارة عن غابات صنوبر كثيفة. وتشتق تسمية "بوروفيتسكي" عن كلمة "بور" الروسية التي تعني غابة الصنوبر.

يقول علماء الآثار ان أول إنسان حطت قدمه في تل "بوروفيتسكي" في أواخر الالفية الثانية قبل الميلاد. وأنشئت هنا أول مستوطنة سلافية وضعت أساسا لمدينة موسكو في النصف الاول من القرن الثاني عشر الميلادي.

أسس الامير يوري دولغوروكي عام 1156 حصن موسكو. وتحول كرملين موسكو في عهد الامير إيفان كاليتا من قلعة عادية الى مقر للامراء المعظمين والمطران. وبات أهل موسكو يبنون في ارضه منشآت لا من الخشب فحسب، بل ومن الحجارة البيضاء. وإنشئت في أعلى موقع لتل بوروفيتسكي عامي 1326-1327 كاتدرائية "اوسبينسكي" باعتبارها كنيسة رئيسة للامارة وغيرها من الكاتدرائيات والكنائس، بما فيها كاتدرائية "ارخانجلسكي" (رئيس الملائكة ميكائيل) التي دفن فيها الامير إيفان كاليتا وأحفاده. وحددت هذه الكاتدرائيات المبنية من الحجارة البيضاء وسط الكرملين،ولم تتغير سماتها الاساسية لحد الان.

ونمت موسكو في عهد ايفان كاليتا بوتائر عالية. ويبدو مقره الواقع على تل بوروفيتسكي لا كأنه مدينة منعزلة بل كقسم محصن رئيسي للمدينة. وتذكر تسميته الحالية " الكرملين" لاول مرة في مدونات التاريخ عام 1331 .

خلف الامير ايفان كاليتا بعد موته تركة، حيث ورث ابنائه لا اراضي موسكو فقط، بل ورموز السلطة الروسية حينذاك، وبينها السلاسل والاوشحة الذهبية والاواني النفيسة وأردية الامير. وتذكر ضمنها لاول مرة قلنسوة ذهبية اطلقت عليها لاحقا تسمية قلنسوة الامير مونوماخ، اصبحت فيما بعد رمزا رئيسا للقياصرة الروس. هكذا باتت تتشكل منذ ذلك التاريخ خزينة النفائس للامراء المعظمين في موسكو.

( تجدون أدناه وصف متحف الاسلحة في الكرملين).

واصل أبناء واحفاد إيفان كاليتا سياسته التي بلغت ذروتها في عهد حفيده الامير دميتري دونسكوي.

ألحق حريق نشب في موسكو عام 1365 أضرارا فادحة بالكرملين. واتخذ الامير الفتى دميتري قرارا بإنشاء حصون مشيدة من الحجارة على تل بوروفيتسكي. وقامت جراء ذلك في وسط موسكو حيطان وأبراج تحولت الى أول قلعة مبنية من الحجارة البيضاء في شمال شرق روسيا.

مما يجدر ذكره ان دميترى دونسكوي كان من اول أمير خلًف لأبنه لقب الامير المعظم في موسكو. وبات يدرك الجميع ان موسكو صارت وارثة لتقاليد الارض الروسية وعاصمتيها كييف وفلاديمير. وبحلول القرن الخامس عشر أنشئت في موسكو كل المجمعات المعمارية التي تتصف بها العواصم.

وأمر الامير أيفان الثالث بأن يستدعى الى موسكو لا المعماريون الروس فقط، وانما ايضاً معماريون إيطاليون لكي يعملوا على انشاء مبان في الكرملين. وقد أنشئ في وسط الكرملين ،على أساس الدمج بين التقليد المعماري الروسي والمبادئ الفنية لعهد النهضة الإيطالية، مجمع معماري للساحة الرئيسة امام الكرملين.

كتبها
احمد شعبان


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق