الثلاثاء، 15 يونيو 2010

مدينة بمساحة جلد بقرة !!!




كان هناك ملكة وكانت داهية الذكاء , إضف الى ذالك جمالها الفائق ، وكانت ترغب فى السيطرة على الضفة الاخرى من البحر الابيض المتوسط , لحماية تجارة مملكتها , لذا اعدت اسطولاً كبيراً , واتجهت به الى شواطئ إفريقيا الشمالية فوصلت الى تونس الان، ورأت الاميرة  ان عليها ان تقيم مدينة على سواحل البحر المتوسط تكون بمثابة قاعدة عسكرية لمملكتها , ولكنها وجدت ان من يحكم تلك البلاد هو الملك (( لاريوس )) وهو ملك جبار وقاس ويملك جيشاً قوياً , فطلبت من (( لاريوس )) ان تشترى قطعة من الارض , لكن الملك رفض طلبها , وعندما اصرت , هددها ومن معها بالقتل . هنا عرفت الملكة انها لن تستطيع مواجهة جيش (( لاريوس )) لذا عمدت الى الحيلة والعقل والذكاء فى التعامل مع الموقف تماماً , كما فعلت شهرزاد مع شهريار .


دعت الملكة , الملك وحاشيتة الى الغداء قائلة , إنها تريد ان تحتفى بهم قبل رحيلها وعودتها الى صور , فقبل الملك الدعوة وفى الموعد , جاء هو وحاشيتة وكانت الملكة ذات الجمال والسحر الفتان فى استقبالهم وكان الملك مفتوناً بها وبجمالها ورقتها وانوثتها , فطلب منها الزواج لكنها رفضت وبعد ان انتهوا من تناول الطعام قالت للملك , اريد منك هدية أتذكرك بها , فقال لها اطلبى ماتشائين , فقالت أترى جلد البقرة التى تناولنا لحمها قبل قليل , فقال نعم , قالت أريد منك قطعة ارض تساوي جلد هذه البقرة


وهنا قال الملك لقد كنت معجباً بك وبجمالها وذكائها قبل ان تطلبى هذا الطلب , ولكن بعد ان عرفت طلبك زهدت فيك وفى جمالك وانوثتك , وقال الملك لرجاله , اعطوها قطعة الارض كما طلبت وهنا أمرت أمهر رجالها أن يأخذوا جلد البقرة وأن يقصوه ويقطعوه الى خيوط دقيقة جداً بالطول , ثم يقوموا بإيصال هذة الخيوط بعضها ببعض , ومن قم وضعها على شكل دائرى على الارض . وبعدأن فرغ رجالها من ذلك , حصلت الملكة على قطعة ارض كبيرة فطلبت من الملك إعطائها لها , فقال لها الملك هذة قطعة ارض كبيرة ولا أستطيع إعطاءها لكِ , فقالت له لقد وعدتنى امام رجالك ورجالى وكلام الملوك لا يرد .


وهنا وجد الملك نفسه فى موقف حرج , فما كان منه إلا أن وافق على طلبها , وهكذا حصلت الملكة ((ديدو )) على ماتريد , وبنت فوق تلك الارض مدينة تعرف الان بــ (( قرطاج )) التى لا تزال قائمة وشاهدة على ذكاء الملكة والمرأة (( ديدو )) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق