الخميس، 25 مارس 2010

حديث لم يحدث


علاء فهمي



قال لى المهندس علاء فهمى وزير النقل:
بعد تولى الوزارة، سعيت لكى أعرف العلاقة بين حوادث القطارات والعياط، فانتدبنا الكلب البوليسى شمشوم الجبار لأعرف الحقيقة، وشم الكلب محطة العياط ثم أمسك بكل قطار فى ورش السكة الحديد، إذن هناك علاقة وثيقة لابد من كشفها، فتنكرت فى زى راكب صعيدى ووقفت فى محطة العياط وسعدت لأن القطار لم يعرف أننى الوزير، لكننى كنت واهما، فقد عرف القطار شخصيتى، لأن شكلى مهما تنكرت هو شكل وزير، وسلك القطار سلوكا مهذبا أمامى فلم يخطف جاموسة ويمضغها تحت عجلاته، كما أنه لم يتلكأ فينتظر القطار القادم من الجهة المقابلة ليتصادم معه، لكن هذه الزيارة للمحطة أفادتنى فكسرت رهبة الخوف من العياط أو ما يصاب به كل وزير نقل: العياطو فوبيا، وبسببها كنت أرى فى منامى كوابيس رهيبة مثل طرق الباب بعنف آخر الليل وأحلم كأننى نهضت من الفراش وأتعثر لأجد بالباب رجلا له أنياب دراكولا وتنهمر من عينيه الدموع ويقول لى أنا عمك العياط. وطرحت خلف ظهرى كل ما يروى عن العياط، إذ قيل مثلا إن هناك عملا معمولا للقطار دفنه وزير نقل سابق للوزير الذى جاء بعده لكننى بموهبتى الوزارية التى يمنحها الله لقلة من الوزراء أدركت أن المشكلة هى فى اسم العياط، وبدون تردد قررت أن أبدل اسم المحطة إلى «الضحاك» وأصبحت القطارات تمر بلا حوادث وقد ضللها اسم الضحاك. نعم.. سأستعين بمهندس ديكور لعربات القطار حتى تكون السفرية مريحة نفسيا، بتزيين الجدران بآيات كريمة مثل «وما تدرى نفس بأى أرض تموت» حتى يدرك الراكب أنه ليس على أرض بل أرضية القطار، ولهذا فهو فى مأمن من الموت، كذلك الآية الكريمة «أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم فى بروج مشيدة» فالراكب يطمئن هنا إلى أن القطار ليس برجا مشيدا ليموت فيه. عن مشكلة المراحيض، أشرفت بنفسى وأدخلت عاملا فمات متأثرا بالرائحة، والثانى كذلك، وسوف نحتفل بدفن 21 عاملا فى جنازة جماعية، وأرجأنا مشكلة المراحيض للتفرغ للجنازة. لا.. لا.. لا.. نحن نراعى النواحى الإنسانية فكل من يقطع تذكرة لابد أن يكتب وصيته وهذا إجراء إنسانى تجنبا لخلافات الورثة، ولا يعنى هذا أن راكب القطار سوف يحمل لقب المرحوم. أبدا القطار آمن جدا بل أكثر أمنا من البيت. نعم فقد أثبتت الاحصائيات أن الذين يموتون من القطارات بسبب الحوادث عددهم قليل جدا بالنسبة للذين يموتون فوق السرير فى البيوت.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق